فضاء حر

سبع منشورات عن مصر من داخل مصر

يمنات

“1”
مصر اليوم ضحية قوتين معتوهتين: الاخوان الذين يرفضون الاعتراف بأن ثورة 30 يونيو (ذروة ما أنتجه الإنسان العربي الجديد المتطلع للحرية والمدنية) برهنت عجزهم وفشلهم التاريخي، بعد سنة واحدة من الحكم فقط. حديثهم اليوم عن “الشرعية” و”الانقلاب”، وحديث كل القوى الظلامية العربية معهم (آخرهم أبشع القوى الظلامية في اليمن التي دافعت دوما عن أسفل المواقف باسم الدين: هيئة علماء اليمن التي تتباكى على هاتين الكلمتين. دون الحديث عما يكتبه ابن الزنداني عنهما من عجائب في صفحته) حديث يخلو من الروح الديمقراطية: يكفي رؤية ربع من خرج في مصر في 30 يونيو ليقول لمرسي: “ارحل!”، لانتهاء الحديث بعينين مغمضمتين عن عصر مرسي، عن جبريل الذي “تركوه وحيدا في رابعة العدوية” كما قال هشام السامعي، عن الثمان الحمام الخضر التي وضعها على كتف مرسي ليتنبأ له بثمان أعوام خضراء من الحكم الرغيد، عن هاتين الكلمتين التي لا محل لهما من الإعراب بعد 30 يونيو؛ وللتفكير بعقلية جديدة راقية بصفحة جديدة لمصر الجديدة. والجيش الذي يمارس نفس أساليب عنف وعنجهية طغاة ما قبل الربيع العربي. نسي أنه ليس سلطة منتخبة ولا يحق له تحت أي سبب كان اكتساح رابعة العدوية عنفا، وقبل انتخابات ديمقراطية جديدة بشكل خاص.
بنفس عقلية طغاتنا العرب الابديين تناسى الجيش أن الوضع في مصر منذ 30 يونيو وقبل الانتخابات الديمقراطية الجديدة وضع مؤقت، ومن حق الاخوان البقاء خلاله بأمان في رابعة وغيرها، حتى ينتخب شعب مصر نظامه الديمقراطي الجديد.
ناهيك عن أنه لا يمكن لمصر الجديدة ان تستقيم دون أن تكون القوى النيرة من الإخوان جزءاً حيا منها. كارثي ما يحصل اليوم. العنف والعنف المضاد يجر مصر إلى الكارثة. طالما لا نعتبر أن كل قطرة دم تراق “مقدسة”، وطالما لا ندين من يقتل كل ضحية، في 25 يناير أو اليوم، بدون تمييز بين مدني أو إخواني أو شرطي، فيبدو أننا سنغني طويلا: “يا قافلة عاد المراحل طوال”…
“2”
مسموح وممتع جدا عبور هذه المدينة بتاكسي المطار، وهي في حالة منع تجول! تتحول إلى مدينة حضارية بدون هدير أبواق السيارات، بدون دخان وتلوث، بدون أي ضجيج…
تُلوثها مع ذلك المصفحات ونقاط التفتيش في كل ركن… بس منع تجولها عذب مثلها: شباب يلعبون الكرة أحيانا في هذا الركن الخفي أو ذاك، أكشاك مفتوحة هنا أو هناك…
حيويتها غرائزية لدرجة أن ليالي منع تجولها أكثر صخبا من ويكندات وأعياد بعض المدن الباردة!… شعب هذه المدينة حضاري وسطي معتدل، لا يميل بأغلبيته الساحقة إلى التطرف. لم يعد يخاف أو يصبر إلى ما لا نهاية. لكل ذلك رفض حكم الإسلاميين بعد عام واحد فقط. ولذلك سيرفض حتما سلطة العسكر… هذه المدينة بطبيعتها لا تصلح لحكم الإسلاميين ولا العسكر..
عن: التغيير

زر الذهاب إلى الأعلى